خطبة الجمعة بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة، للدكتور محمد حرز
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 4 ربيع أول 1444هـ ، الموافق 30 سبتمبر 2022م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م بصيغة word بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة ، للدكتور محمد حرز.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م بصيغة pdf بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة ، للدكتور محمد حرز.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة.
أولًا: مولدُ النبيِّ ﷺ مولدُ أمةٍ.
ثانيــًــا :النبيُّ ﷺ مِن مولدهِ إلى بعثتهِ.
ثالثًا: يومٌ عمليٌّ مِن حياتهِ ﷺ.
رابعًا وأخيرًا:واجبُنَا في شهرِ مولدهِ ﷺ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة : كما يلي:
حياةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم مِن الميلادِ إلى البعثةِ. خطبة الجمعة بتاريخ: 4ربيع الأول 1444هــ – 30سبتمبر 2022م د / مُحمد حرز
الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿لَقَدْ جَاءَكَمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عليهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ سورةُ التوبةِ4،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وليُّ الصالحين وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ من خلقهِ وخليلُهُ، خيرُ مَن صلَّى وصامَ، وبكى مِن خشيةِ ربِّهِ حينَ قام، القائلُ كما في حديثِ أبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رضيَ اللهُ عنهُ أنهُ قالَ: سُئِلَ رسولُ اللهِ ﷺ عن صَومِ يومِ الاثنَينِ فقالَ: “ذاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ ))رواه مُسْلِمٌ ؛
فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ المختارِ وعلى آلهِ وأصحابِهِ الأطهارِ الأخيارِ وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.
أمَّا بعدُ: فأوصيكُم ونفسي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران :102).
عبادَ الله: ((حياةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم مِن الميلادِ إلى البعثةِ ))عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا.
أولًا: مولدُ النبيِّ ﷺ مولدُ أمةٍ.
ثانيــًــا :النبيُّ ﷺ مِن مولدهِ إلى بعثتهِ.
ثالثًا: يومٌ عمليٌّ مِن حياتهِ ﷺ.
رابعًا وأخيرًا:واجبُنَا في شهرِ مولدهِ ﷺ.
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة
أولًا: مولدُ النبيِّ ﷺ مولدُ أمةٍ.
أيُّها السادةُ : مِن سننِ اللهِ في الكونِ أنَّ الضياءَ يأتِي بعدَ الظلامِ، وأنَّ الفرجَ يأتي بعدَ الضيقِ، وأنَّ اليسرَ يأتِي بعدَ العُسرِ فكانَ ميلادُ النبيِّ العدنانِ ﷺ ميلادُ أمةٍ . فكان مولدُ النبيِّ ﷺ وبعثتُهُ مولدًا لنورِ الإسلامِ، وضياءً للحقِّ المبين، الذي تبدَّدتْ به ظلماتُ الشركِ والكفرِ، وزالَ بهِ الرّانُ الذي طُبعَ على قلوبِ كثيرٍ مِن الناسِ.ففي هذا الشهرِ – شهرِ ربيعٍ الأولِ – أشرقَ النورُ وبزغَ الفجرُ ووُلِدَ خيرُ البشرِ رسولُنَا محمدٌ بنُ عبدِاللهِ ﷺ.
ولقد كان ميلادُ الرسولِ ﷺ ميلادَ أُمَّةٍ، وميلادَ فجرٍ جديدٍ، وميلادًا للقيمِ والأخلاقِ وميلادًا للحضارةِ الراقيةِ وميلادًا للإنسانيةِ كلِّهَا، فقد كانت حاجةُ العالَمِ إليهِ ﷺ حاجةَ المريضِ إلى الشِّفاءِ، والعطشانِ إلى الماءِ، والعليلِ إلى الدواءِ، والنَّظرِ الذي تتمنَّاهُ العينُ العمياءُ. نعم لقد وُلدَ الحبيبُ ﷺ، فكان ميلادُهُ ثورةً على الظُّلمِ، وكانت بعثتُهُ نجدةً للمظلومين، أُطفِئَتْ نارُ فارسٍ، وزُلزِلَتْ عروشُ قيصر، وانهدمَتْ قصورُ الاستبدادِ، وسقطَتْ شرفاتٌ الظُّلمِ
بعدَ أنْ كان العالَمُ غابةً يأكلُ القويُّ فيها الضَّعيفَ، ويَلتهمُ الغنيُّ فيها الفقيرَ وكيف لا؟
واللهُ تعالى أدَّبَهُ وأحسنَ تأديبَهُ، وعلَّمَهُ فأحسنَ تعليمَهُ ،وشرحَ له صدرَهُ، ورفعَ لهُ قدرَهُ، وأعلَى لهُ ذكرَهُ، وطهرَهُ ورفعَهُ وكرّمَهُ على جميعِ العالمين، وكيف لا؟ والقلوبُ تتعلقُ بالجمالِ كأمرٍ فطريٍّ جبليٍّ، فكيف بمَن جمعَ اللهُ لهُ الجمالَ والكمالَ خَلقًا وخُلقًا أبي هو وأمي ﷺ ؟ زكَّاهُ ربٌّهُ في كلِّ شيءٍ ،زكَّاهُ في عقلِهِ فقالَ جلَّ وعلَا(( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى((النجم:2]، وزكَّاهُ في بصرِهِ فقالً جلَّ وعلَا:
((مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (( [النجم:17] ، وزكَّاهُ في صدرهِ فقالَ جلَّ وعلا)) أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ(( [الشرح:1] ، وزكَّاهُ في ذكرهِ فقالَ جلَّ وعلا))وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ(( [الشرح:4] ، وزكَّاهُ في طهرهِ فقال جلَّ وعلا: وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ))الشرح:2،وزكَّاهُ في صدقهِ فقال جلَّ وعلا (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى))النجم:3 ،وزكَّاهُ في علمهِ فقال جلَّ وعلا)) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ((النجم:5] ، وزكَّاهُ في حلمهِ فقال جلَّ وعلا)) بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ((التوبة:128]
وزكَّاهُ في خُلقهِ كلِّهِ فقال جلَّ وعلا)) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ((القلم:4
وكيف لا ؟ واللهُ جلَّ وعلا زكَّى بهِ نفوسَ المؤمنينَ وطهَّرَ بهِ قلوبَ المسلمين، وجعلَهُ رحمةً للعالمين، وحجةً على الخلائقِ أجمعين، صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه دائمًا أبدًا إلى يومِ الدين.
وبعِثَهُ اللهُ جلَّ وعلا ليُخْرِجَ الناسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ، فكانَ رحْمةً مُهْداةً للعالَمين والنعمةَ المسداةَ،
يَحْنو على الكَبيرِ، ويرْحَمُ الصَّغيرَ، ويُواسي الكَسيرَ، يشْعُرُ بمَنْ حوْلَه، ويهْتَمُّ به اهتمامًا بالغًا، قال جلَّ وعلا )) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(( الأنبياء 107وقال كما في حديثِ أبي هريرةَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: ))إنَّما أنا رحمةٌ مُهداةٌ ))فكانتْ ولادتُهُ ﷺ فتحًا، وبعثتُهُ فجرًا، هدى اللهُ بهِ مِن الضلالةِ، وعلّمَ بهِ مِن الجهالةِ، وأرشدَ بهِ مِن الغوايةِ، وفتحَ اللهُ بهِ أعيُنًا عُميًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلفًا، وكثَّرَ بهِ بعدَ القلةِ، وأعزَّ بهِ بعدَ الذِّلةِ.
فهو ﷺ خليلُ الرحمنِ، وصفوةُ الأنامِ، لا طاعةَ للهِ إلَّا بطاعتهِ، ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80]، وخيرُ مَن وطئَ الثرَى، وأولُ مَن تُفتحُ له الفردوسُ الأعلَى، قال ﷺ (( أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخرَ، وأنا أولُ مَن تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخرَ، ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ((رواه ابنُ ماجه. ويقولُ شاعرُ الإسلامِ حسانُ بنُ ثابتٍ رضي اللهُ عنه في مدحِ النبيِّ ﷺ :
وأفضلُ منكَ لن ترَ قطُ عيني*** وأحسنُ منكَ لم تلدْ النساءُ
خُلِقتَ مُبرَّأً مِن كلِّ عيبٍ *** كأنَّك قد خُلِقتَ كما تشاءُ
إنَّه الحبيبُ المصطفَى والنبيُّ المجتبَى الذي، بعثَهُ اللهُ جلَّ علا؛ ليخرجَ الأمةَ مِن الوثنيةِ والظلامِ إلى التوحيدِ والإسلامِ، وينقذَ الناسَ مِن التناحرِ والتفرقِ والآثامِ، إلى العدلِ والمحبةِ والوئامِ فلقد كان العربُ قبلَ بعثتهِ ﷺ يعيشونَ في جاهليةٍ جهلاء، يعيثونَ في الأرضِ كالأنعامِ، يعبدونَ الأصنامَ ويستقسمونَ بالأزلامِ، يأكلونَ الميتاتِ ويئدونَ البناتِ، ويسطو القويُّ منهم على الضعيفِ.
ثم أذِنَ اللهُ لليلٍ أنْ ينجلِي، وللصبحِ أنْ يتنفسَ، وللظلمةِ أنْ تنقشعَ، وللنورِ أنْ يشعشعَ
فأرسلَ اللهُ رسولَهُ الأمينَ الرءوفَ الرحيمَ بالمؤمنين، أفضلَ البريةِ وأشرفَ البشريةِ، فأيُّ أمةٍ كنّا قبلَ الإسلامِ، وأيُّ جيلٍ كنَّا قبلَ الإيمانِ، وأيُّ كيانٍ نحنُ بغيرِ القرآن.ِكنَّا قبلَ مولدهِ أمةً وثنيةً، أمةً لا تعرفُ ربَّهَا، أمةً تسجدُ للحجرِ، أمةً تغدرُ، أمةً يقتلُ بعضُهَا بعضًا، أمةً عاقةً، أمةً لا تعرفُ مِن المبادئِ شيئًا, فأرادَ اللهُ أنْ يرفعَ قدرَهَا ، وأنْ يُعلِي شأنَهَا، فأرسلَ إلينَا رسولَ الإنسانيةِ ﷺ، قال جلَّ وعلا:
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ آل عمران: 164.فاختارَهُ اللهُ للنبوةِ واجتباهُ، وأحبَّهُ للرسالةِ واصطفاهُ ﷺ،
بلغَ العُلَى بكمالهِ، كشفَ الدُّجَى بجمالهِ، حسنتْ جميعُ خصالهِ، صلُّوا عليهِ وآلهِ.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة
ثانيــًــا :النبيُّ ﷺ مِن مولدهِ إلى بعثتهِ.
أيُّها السادةُ: ولَد سيدُ الخلقِ وحبيبُ الحقِّ وأفضلُ الرسلِ، وخاتمُ الأنبياءِ، حبيبُ القلوبِ، ولدَ الرحيمُ الرفيقُ بأمتهِ، ولدَ أشرفُ الأعرابِ والعجمِ المصطفَى العدنانِ ﷺ ولدَ خيرُ الخلقِ كلّهم.
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ *** وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
نبيُّنَا ﷺ هو أبُو القاسمِ، محمَّدُ بنُ عبدِاللهِ بنِ عبدالمطَّلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ منافِ بن قُصَيِّ بن كلابِ بن مُرَّةَ بن كعبِ بن لؤيِّ بن غالبِ بن فِهْرِ بن مالكِ بن النَّضرِ بن كنانةَ بن خُزَيمةَ بن مُدرِكةَ بن إلياسَ بن مُضَرَ بن نِزارِ بن مَعدِّ بن عدنانَ.
وُلد ﷺ يومَ الاثنينِ لاثنتَي عشرةَ ليلةً خلتْ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ مِن عامِ الفيلِ
نشأَ ﷺ يتيمًا، ولليُتْمِ مرارةٌ وحرقةٌ لا يعرفُهَا إلَّا اليتيمُ، وكان يُتمُهُ تشريفًا لكلِّ يتيمٍ على ظهرِ الأرضِ إلى يومِ أنْ يرثَ اللهُ الأرضَ ومَن عليها ،فكفلَهُ جدُّهُ ثم كفلَهُ عمُّهُ، وأرضعتْهُ حليمةُ السعديةُ في ديارِ بني سعدٍ، ونزلتْ الملائكةُ مِن السماءِ فشقتْ صدرَهُ، وغسلتْ قلبَهُ، فنشأَ نشأةَ طُهرٍ وعفافٍ، واشتهرَ بينَ قومِهِ بالصادقِ الأمينِ، لم يتجهْ يومًا بقلبهِ إلى صنمٍ، ولم يشربْ يومًا خمرًا، ولم يتسابقْ كغيرهِ إلى النساءِ.
ولا عجبَ في هذا كلِّهِ فقد أحاطتْهُ الرعايةُ الربانيةُ، والعنايةُ الإلهيةُ، وهيأَ اللهُ لهُ الظروفَ مع صعوبتِهَا وقسوتِهَا، وحماهُ مِن الشدائدِ مع حدتِهَا وحرقتِهَا، وسخّرَ لهُ القلوبَ مع كفرِهَا وظلمتِهَا.رَوَى أحْمَدُ في مسندهِ بسندٍ صحيحٍ عن أبِي أُمَامَةَ قالَ:
قيلَ يَا رَسُولَ اللهِ ما كانَ بَدْءُ أمرِكَ؟ قالَ: دَعْوَةُ أبِي إِبْراهِيمَ، وَبُشْرَى عيسَى ابنِ مريمَ،
ورَأَتْ أمِّي أنهُ خَرَجَ منهَا نُورٌ أضاءَتْ لَهُ قُصورُ الشَّامِ((دعوَةُ أبِي إِبْراهِيمَ لما بَنَى إبراهيمُ عليهِ السلامُ البَيْتَ دَعَا رَبَّه فقالَ: ﴿رَبَّنا وابْعَثْ فيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عليهِمْ ءاياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ سورةُ البقرةِ / 129، فاستجابَ اللهُ تعالَى دعاءَهُ في نَبِيِّنَا ﷺ وجعَلَهُ الرَّسُولَ الذي سألَهُ إبراهِيمُ عليهِ السَّلامُ وبُشْرَى عيسَى ابنِ مريَمَ حيث بَشَّرَ قومَهُ بسيدِنا محمدٍ ﷺ كما أخبرَ القرءانُ الكريمُ حِكايَةً عن عيسى عليهِ السلامُ:
﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يأتِي مِنْ بَعْدِي اسمُهُ أَحْمَدُ﴾ سورة الصف / 6
ولقد طهرَ اللهُ جلَّ وعلا أصولَ نبِيِّهِ ﷺ تطهيرًا ثم اصطفاهُ مِن هذه الأصولِ الطاهرةِ ليكونَ هدىً ونورًا ورحمةً للعالمين، فعن وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إسماعيل، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» (رواه مسلم).
حُبِّب إليه الخلوةُ، فكان يخلُو بغارِ حراءٍ شهرَ رمضانَ يتحنثُ فيهِ، قبلَ مبعثهِ بستةِ أشهرٍ كان وحيُهُ منامًا، وكان لا يرَى رؤيَا إلّا جاءتْ مثلَ فلقِ الصبحِ، ولمَّا بلغَ أشدَّهُ وبلغَ أربعينَ سنةً هيأهُ ربُّهُ لأمرِ النبوةِ، وحمّلَهُ أمانةَ الرسالةِ، وكلّفَهُ بالبلاغِ والتحذيرِ، لا لطائفةٍ معينةٍ، أو مكانٍ محددٍ، بل لجميعِ مَن في الأرضِ، العربِ والعجمِ، الإنسِ والجنِّ، إنَّها لحملٌ عظيمٌ، كيف لرجلٍ واحدٍ أنْ يبلّغَ هذا البلاغَ ويصبرَ في سبيلهِ على المشاقِّ؟))!يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ*قُمْ فَأَنذِرْ)((المدثر:1-2 فقامَ – ﷺ وظلَّ قائمًا بعدَهَا أكثرَ مِن عشرينَ عامًا، لم يسترحْ ولم يسكنْ، ولم يعشْ لنفسهِ ولا لأهلهِ
قامَ بهذا الدورِ على أكملِ وجهٍ عرفَهُ التاريخُ أبي هو وأمي ﷺ فكانت بعثتُهُ ﷺ رحمةً للعالمين.
سعدتْ ببعثةِ أحمدَ الأزمـانُ *** وتعطـرتْ بعبيرِهِ الأكـــــــوانُ
والشركُ أنذرَ بالنهايةِ عندمـا *** جاء البشيرُ وأشرقَ الإيمانُ
يا سيدَ العقلاءِ يا خيرَ الورى *** يا مَن أتيتَ الى الحياةِ مبشرًا
وبُعثتَ بالقرآنِ فينَا هاديًا *** وطلعتَ في الأكوانِ بدرًا نيرًا
واللهِ ما خلقَ الإلهُ ولا برَى *** بشرًا يُرى كمحمدٍ بينَ الورَى
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة
ثالثًا: يومٌ عمليٌّ مِن حياتهِ ﷺ.
أيُّها السادةّ: لقد كان المصطفَى ﷺ أكرمَ الناسِ ، وأشجعَ الناسِ، وأحلمَ الناسِ، وأكثرهُم برًّا ووفاءً ، وصدقًا وصبرًا وحياءً، و كان خلقُهُ القرآن ، وكان قرآنًا يمشِي على الأرضِ فتعالوا بنَا أيُّها الأحبةُ الأخيارُ نطبقُ يومًا مِن حياةِ المصطفِى ﷺ لنسعدَ في الدنيا والآخرةِ:
الاستيقاظُ مِن النومِ: كان ﷺ يستيقظُ مِن النومِ قبلَ الفجرِ، فيبدأُ يومَهُ بالسواكِ، ثمّ يقولُ كما في حديثِ حذيفةَ رضى اللهُ عنهُ:
كانَ النبيُّ ﷺ إذَا أوَى إلى فِرَاشِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ باسْمِكَ أحْيَا وأَمُوتُ، وإذَا أصْبَحَ قَالَ:
الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيَانَا بَعْدَ ما أمَاتَنَا، وإلَيْهِ النُّشُورُ.)رواه البخاري
ثمّ يقرأُ الآياتِ العشرَ الأخيرةَ مِن سورةِ آل عمران، وينظرُ إلى السماءِ، ثمّ يغسلُ يدَهُ ثلاثَ مرّاتٍ، ويستنشقُ ثلاثَ مرّاتٍ.
– صلاةُ الفجرِ: كان ﷺ يرددُ الأذانَ مع المؤذنِ، ثمّ يقولُ الأذكارَ بعدَهُ، ومِن الأذكارِ قولُهُ:
“اللهمَّ ربَّ هذه الدعوةِ التامةِ، والصلاةِ القائمةِ، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْه مقامًا محمودًا الذي وعدته”
فمَن قال هذا الذكرَ بعدَ الأذانِ حلّتْ لهُ شفاعةُ الرسولِ ﷺ يومَ القيامةِ، ويدعُو مِن خيرِ الدنيا والآخرةِ، ثمّ يصلِّي ركعتينِ قبلَ الفريضةِ.
ومِن الجديرِ بالذكرِ أنّه كان يؤديهمَا في السفرِ والحضرِ، حيثُ قال عنهما:
“ركعتَا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها”، ثمّ يُبكّرُ بالخروجِ إلى المسجدِ، ويمشِي بسكينةٍ ووقارٍ، حتى إذا دخلَ المسجدَ وقفَ في الصفِّ الأوّلِ، واتخذَ سترةً، ثمّ صلّى تحيةَ المسجدِ، ويُسنُّ التسوِّك قبلَ الصلاةِ، ثمّ يقومُ للصلاةِ فيرفعُ يديهِ حذوَ منكبيهِ، ويكبّرُ تكبيرةَ الإحرامِ، فيصلِّي بالناسِ الفجرَ ركعتينِ، ويسلّمُ ثمّ يقولُ مجموعةً مِن الأذكارِ، ويبقَى جالسًا في المسجدِ إلى طلوعِ الشمسِ، كمَا أخبرَ الصحابِيُّ جابرُ بنُ سمرةَ عندمَا سُئِلَ: هل كنتَ تجالسُ الرسولَ ﷺ، فقال:
“كان لا يقومُ مِن مصلَّاهُ الذي يصلّي فيهِ الصبحَ أو الغداةَ حتى تطلعَ الشمسُ
فإذا طلعتِ الشمسُ قام، وكانوا يتحدّثونَ، فيأخذونَ في أمرِ الجاهليةِ، فيضحكونَ ويتبسمُ”، ثمّ يقولُ أذكارَ الصباحِ وينطلقُ.
– وقتُ الضحَى:
كان ﷺ يصلِّي وقتَ الضُّحى ركعتين، أو أربع، أو أكثر في بعضِ الأحيانِ، كما أخبرتْ عائشةُ -رضي اللهُ عنها- عندمَا سُئلتْ عن صلاةِ الرّسولِ ﷺ لصلاةِ الضُّحَى، حيثُ قالتْ:
“أربعَ ركعاتٍ، ويزيدُ ما شاء”، ومِن الجديرِ بالذكرِ أنَّ رسولَ اللهِ وصَّى بصلاةِ الضُّحى وبيّنَ وقتَهِا، ووصفَهَا بصلاةِ الأوابين، حيثُ قال: “صلِّ صلاةَ الصُّبحِ، ثُمَّ أقْصِرْ عنِ الصلاةِ حتى تَطلُعَ الشمسُ حتى تَرتَفِعَ، فإنَّها تَطلُعُ بين قَرْنَي شَيطانٍ، وحِينَئِذٍ يَسجُدُ لها الكُفَّارُ، ثُمَّ صلِّ فإنَّ الصلاةَ مَشهودَةٌ مَحضُورةٌ حتى يُستقْبَلَ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ، ثُمَّ أقْصِرْ عنِ الصلاةِ فإنَّ حِينَئِذٍ تُسَجَّرُ جَهنَّمُ”.
– وقتُ الظهيرةِ: كان ﷺ يتوجّهُ إلى المسجدِ فورَ سماعِ صوتِ بلالِ بنِ رباحٍ -رضي اللهُ عنه- وهو يؤذنُ للظهرٍ
فيدخلُ المسجدَ ثمّ يصلّي أربعَ ركعاتٍ قبلَ الصلاةِ المفروضةِ، ثمّ يصلِّي بالناسِ صلاةَ الظهرِ
ويطيلُ في الركعةِ الأولَى، وكان غالبًا ما ينامُ في وقتِ الظهيرةِ، وكانت تُسمَّى بالقيلولةِ، حيثُ قالَ رسولُ اللهِ: “قِيلُوا، فإنَّ الشياطينَ لا تَقِيلُ”.
– وقتُ العصرِ:
لم يردْ عن الرسولِ ﷺ أنَّ مِن السنةِ صلاةَ أربعِ ركعاتٍ قبلَ فرضِ العصرِ، إلّا أنَّ ذلك مِن التطوّعِ لمَن أرادَ دونَ تقييدٍ.
-وقتُ المغربِ: كان ﷺ يمشي إلى المسجدِ، ويصلّي ركعتانِ قبلَ الفرضِ
وكان يأمرُ بعدمِ خروجِ الأطفالِ مِن البيتِ بعدَ الغروبِ؛ لأنَّ الشياطينَ تنتشرُ عندَ ذلك الوقتِ.
– وقتُ العشاءِ: كان ﷺ يكرَهُ السهرَ بعدَ العشاءِ؛ مخافةَ أنْ تفوتَهُ صلاةُ الصبحِ
ولكن لا يُكرَهُ السهرَ بعدَ العشاءِ في الحالاتِ التي يطلبُ فيها المسلمُ العلمَ، أو يُتمّ عملَهُ، أو يشتغلُ في شؤونِ المسلمين.
– صلاةُ القيامِ:
كانﷺ يوقظُ أهلَهُ للصلاةِ، ويبدأُ رسولُ اللهِ الصلاةَ بركعتينِ خفيفتينِ، ثمّ يصلِّي أحدَ عشرَ ركعةً يُطيلُ فيها الركوعَ والسجودَ، ويسلّمُ بينَ كلِّ ركعتين، كما قال رسولُ اللهِ: “صلاةُ اللَّيلِ مثنَى مثنِى، والوترُ رَكعةٌ قبلَ الصُّبح”، وذلك ما بينَ صلاةِ العشاءِ والفجرِ، وغالبًا ما كانَ يقومُ في الثلثِ الأخيرِ مِن الليلِ، ويقولُ: “سبحانَ الملكِ القدوس”، ثلاثَ مرّاتٍ، ويرفعُ صوتَهُ بالثالثةِ، هذا حالُ المصطفَى العدنانِ ﷺ وقد غفرَ اللهُ لهُ ما تقدمَ مِن ذنبهِ وما تأخرَ…
فكيف حالُنَا أيُّها الأخيارُ ؟حالُنَا لا يسرُّ عدوًّا ولا حبيبًا كمَا يُقالُ، انشغلنَا عن طاعةِ الرحمنِ، وضيعنَا الصلواتِ وسهرنَا أمامَ الأفلامِ والمسلسلاتِ، وانشغلنِا بالقيلِ والقالِ وبالخوضِ في أعراضِ الناسِ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ جلَّ وعلا. فهل مِن مستيقظٍ قبلَ فواتِ الأوانِ؟ فهل مِن تائبٍ ونادمٍ على ما فاتَ؟ هل مِن عائدٍ إلى علامِ الغيوبِ وستيرِ العيوبِ قبلَ الرحيلِ؟.
أحزانُ قلبِي لا تزولُ ** حتى أبشرَ بالقبولِ
وآخذُ كتابِي باليمينِ ** ويسرُّ قلبِي بالرسولِ
أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم .
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يُستعانُ إلّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ …………………وبعدُ
العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة
رابعًا وأخيرًا:واجبُنَا في شهرِ مولدهِ ﷺ.
أيُّها السادةُ: حريٌّ بنَا -عبادَ اللهِ- أنْ تكونَ ذكرانَا لمولدِ نبيِّنَا كلَّ يومٍ، وأنْ تكونً هذه الذكرَى ذكرَى لسيرتهِ وشريعتهِ، وأ يدفعَنَا ذلك إلى الاقتداءِ بسنتهِ والاهتداءِ بهديهِ في سائر شؤونِ حياتِنَا، وصدقَ اللهُ إذ يقولُ ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا((الأحزاب: 21 .
واجبُنَا أنْ نطيعَهُ ونتبعَ سنتَهُ ﷺ، وننفذَ أوامرَهُ، ونسلكَ طريقَهُ، ونقتديَ بهِ.
يقولُ الفضيلُ بنُ عياضٍ رحمَهُ اللهُ: إنَّ العملَ إذا كان خالصًا ولم يكنْ صوابًا لم يقبلْ، وإذا كان صوابًا ولم يكنْ خالصًا لم يقبلْ، والصوابُ أنْ يكونَ على السنةِ، والخالصُ أنْ يكونَ للهِ، وقرأَ:
﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ الكهف: 110.ويقولُ الإمامُ مالكٌ رحمه اللهُ:
السنةُ سفينةُ نوحٍ، مَن ركبَهَا نجًا، ومَن تخلفَ عنها هلكَ، ولا يصلحُ آخرُ هذه الأمةِ إلّا بمَا صلحَ بهِ أولُهَا، قالَ جلَّ وعلا
﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7]، ويقولُ سبحانَهُ:
﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
واجبُنَا محبتُهُ ﷺ وإجلالُهُ وتعظيمُهُ:
قالَ جلَّ وعلا ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24.
ومحبةُ النبيِّ ﷺ ليستْ أقوالًا تقالُ، ولا دعاوى تُدَّعى، ولا طبولًا تدكُّ في المساجدِ، وإنَّما محبتُهُ ﷺ تعني طاعتُهُ واتباعُهُ، وإجلالُ أمرهِ ونهيهِ، يقولُ اللهُ في آيةِ الامتحانِ: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾آل عمران: 31 وقال النّبيُّ ﷺ :
«مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {النّبي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}».وقال ﷺ
«لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».
ولمَّا قال عمرُ رضوانُ اللهِ عليهِ للنبيِّ ﷺ: لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي, قَالَ:
«ولَا هذه يا عمرُ»، قَالَ: الْآنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كلِّ شيءٍ حتى نفسٍي, قَالَ:
«الْآنَ يَا عُمَرُ». وللهِ درُّ القائلِ
مَن يدَّعِي حبَّ النبيِّ ** ولم يفدْ مِن هديهِ فسفاهةٌ وهراءُ
فالحبُّ أولُ شرطهِ وفروضهِ ** إنْ كان صادقًا طاعةٌ ووفاءُ
واجبنَا أنْ نتخلقَ بأخلاقِ نبيِّنَا ﷺ
وأنْ نسيرَ على دربهِ لنسعدَ في الدنيا والآخرةِ.
حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين
ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه
د/ محمد حرز
إمام بوزارة الأوقاف
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف